بيان صادر عن الاعلام المركزي لحركة فتح في لبنان - المسجد الاقصى في خطر فهل من مجيب ؟!

يصادف اليوم الذكرى السنوية لانتفاضة الاقصى ، انتفاضة الاستقلال التي جاءت رداً طبيعياً على الغطرسة الاسرائيلية ، ورفضها تطبيق قرارات الشرعية الدولية ، واصرارها على طمس الحقوق الوطنية الفلسطينية ، وممارسة العنصرية بكل اشكالها وابتكار اساليب جديدة لم تكن واردة في قهر الشعوب بما في ذلك الجدار العنصري ، وعمليات التهويد والاستيطان . وكان اصرار شارون يومها على تدنيس باحة المسجد الاقصى مع حراسه هو الشرارة التي اشعلت الانتفاضة ، الانتفاضة التي اصبحت في مرحلة نضج متقدم لأنَّ عملية السلام بدأت تنهار ، وكامب ديفيد الثانية شهدت تحدياً فلسطينياً واضحاً عندما رفض الشهيد الرمز ياسر عرفات التنازل عن الحقوق الوطنية وعن الثوابت الفلسطينية خاصة حق اللاجئين بالعودة ، والتمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي التي احتلت في العام 1967.

لقد قدم شعبنا الفلسطيني بكل قواه وشرائحه الاجتماعية التضحيات الجسام في التصدي للاحتلال الاسرائيلي ، الاحتلال الغاشم الذي استخدم الرصاص الحي ، والقنابل ، والقذائف ، والقصف الجوي مستهدفاً المدنيين من النساء والاطفال والشيوخ ، وبعد ذلك دمَّر البنية التحتية الفلسطينية ، واجتاح مجدداً الضفة الغربية واعادها بالكامل تحت الاحتلال ، وحاصر الشهيد الرمز ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله في محاولة يائسة لقتله او لأسره ، لكنَّ الرمز الفلسطيني صاحب العنفوان الوطني اختار الشهادة ، وبقي صامداً في غرفته والعالم بأسره الاسلامي والعربي والاوروبي كان في حالة المتفرِّج على مأساة الشعب الفلسطيني . وعندما يئس شارون نفذ القرار الامريكي القاضي باغتيال القائد التاريخي ياسر عرفات على مرآى ومسمع من العالم كله علماً انه منتخب من الشعب الفلسطيني .

واليوم يتعرض المسجد الاقصى لعدوان جديد من جيش الاحتلال حيث قام الجنود العنصريون بتدنيس ساحة المسجد واستفزاز المسلمين ، واطلاق النار على المصلين . المشاهد المؤلمة نقلتها وسائل الاعلام ، والجريمة الجديدة شاهدها العالم بأسره ، وشكَّلت هذه المجزرة رسالة تحدٍّ للعالمين الاسلامي والعربي ، ومفاد الرسالة ان الاحتلال الاسرائيلي العنصري مصرٌّ على استكمال مشروع تهويد القدس واستيطانها ، وعلى تدمير المسجد الاقصى بعد المحاولات المتعددة لاحراقه ، والاستمرار في حفر الانفاق تحت المسجد لخلخلة ركائزه التاريخية تمهيداً لانهياره وتحقيق الحلم الصهيوني.

أمام هذه المخاطر المتصاعدة والتي بلغت الذروة ، وفي الذكرى السنوية لاندلاع انتفاضة الاقصى نرفع صوتنا في لبنان مؤكدين الامور المهمة التالية :

أولاً : من اجل الدفاع عن الاقصى والمقدسات ندعو الى انجاح الحوار الفلسطيني ، وانجاز المصالحة الوطنية ، وتوحيد الوطن ، وحماية القضية وثوابتها .

ثانياً : ندعو الامة العربية والاسلامية التي تمتلك المقدرات والطاقات المالية والبترولية ، والصناعية ان تفرج عن جزء من اموالها وهي بالآف المليارات من اجل عيون القدس واقصاها المبارك ، وهذا حق ديني للقدس على الامتين كي يتمكن اهلها من مواجهة مخاطر التهويد ، والاستيطان ، وتدمير الاقتصاد، وهدم المؤسسات الفلسطينية . آن الأوان ان يتحسس الجميع المسؤولية الشرعية والقومية والوطنية تجاه الجريمة المعدة لتدمير المسجد الاقصى.

ثالثاُ : ندعو الجامعة العربية الى الاتفاق على اجراءات ضاغطة على اسرائيل لأرغامها على تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالمدينة المقدسة ، وحماية الاراضي المحتلة من العدوان الاسرائيلي المتواصل.

رابعاً : ندعو المؤتمر الاسلامي الى تفعيل دوره باتجاه التسلُّح بموقف عربي وإسلامي للضغط على الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن لاتخاذ المواقف الصارمة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، وخاصة حماية الاماكن المقدسة في الاراضي المحتلة.

خامساً : نثمِّن الموقف المبدئي والجهد المتواصل الذي يقوم به اهلنا في الاراضي المحتلة العام 1948 ، ونشد على ايديهم بأن يظلوا العين الساهرة على المسجد الاقصى ، والمدافعين عنه ، والصامدين فيه وحوله الى جانب اهالي القدس الذين اختارهم واختارنا ربنا لنكون حراساً للديار المباركة .

سادساً : ندعو اهلنا وابناء شعبنا في مخيمات قطاع غزة المنكوب والذي يئن تحت كابوس الاحتلال والحصار ، وايضاً ابناء مخيمات الشتات الى التحرك السريع ، والاعلان عن الفعاليات الجديدة لادخال القدس والاقصى إلى كل بيت من بيوتنا ، وفي عقول وقلوب ونفوس اهلنا .

التحية كل التحية الى اهلنا في الداخل والشتات .

التحية الى الشهداء وذويهم ونسأل الله ان تكون الجنة مأواهم .

التحية الى المعتقلين الصامدين خلف القضبان ونسأل الله ان يفك اسرهم .

التحية الى الجرحى والمعوقين نسأل الله لهم الشفاء الكامل .


وانها لثورة حتى النصر


الاعلام المركزي ل حركة فتح – لبنان

28/9/2009